responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 112


وقد يطلق النور الأخضر على نور النفس أيضا ، وهذا أيضا صحيح باعتبار طرفها الأسفل الناظر إلى الطبيعة التي هي جبل القاف المحيط بالدنيا ، وهو من زمردة خضراء منه اخضرت سماوات النفوس الكلية ، وانتقال نور فاطمة ( عليها السلام ) إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، ثم الأئمة من ولد الحسين ، إنما هو عبارة عن ظهور آثاره فيهم ( عليهم السلام ) من حيث المضهرية ، فزال عنها ( عليها السلام ) صفة المظهرية لهذه الأنوار الفائضة ، وليس المراد انها صارت خالية من هذا النور بالمرة .
وأما تنور أهل السماء بنورها ، فلأن الكدورات الدنيوية قد غلبت على أهل الأرض بالكلية ، فلا يستضيئون بنورها بل هم منها عمون ، بخلاف أهل السماوات فإنهم عن الكدورات الدنيوية منزهون ، فبنورها ( عليها السلام ) يستضيئون سواء كانوا أهل السماوات الظاهرية أو السماوات الباطنية ، أي سماوات العوالم العالية الغير الجسمانية ، فإن للباطن أيضا سماوات كما للظاهر .
وهذا التنوير على نحو الكمال إنما هو من حيث باطن المعصومين ، فوجههم بالحقيقة إلى العوالم الباطنية ، وهي السماوات الأصلية ، وظاهرهم إلى أعلى هذا العالم بمنزلة الظهر ، كما ورد أن ظهر الشمس إلى أهل الأرضين ، ووجهها إلى فوق [1] .
فإذا كان يوم القيامة جعل وجه الشمس إلى الناس بعكس هذه الحالة ، وذلك بترقي الناس إلى السماوات الأصلية أي إلى العوالم [2] العالية التي منها نزلوا وإليها يصعدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، إذ ما من أمر إلا وله أصل وفصل ، وكل شئ يرجح إلى أصله وينصرف إلى محله وفصله .
فرقتي لو لم تكن في ذا السكون * لم يقل إنا إليه راجعون راجع آن بأشد كه باز آيد به شهر * سوى وحدت آيداز تفريق دهر



[1] راجع البحار 58 : 141 ح 1 ، وفيه : ( ( إن وجهها لأهل السماء وقفاها لأهل الأرض ) ) .
[2] كذا الظاهر ، وفي الأصل بياض .

112

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست