نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 111
الخضرة ، ونور أحمر احمرت منه الحمرة ، ونور أصفر اصفرت منه الصفرة ، ونور أبيض وهو نور الأنوار ، ومنه ضوء النهار [1] . ثم إن اليوم من ابتداء طلوع الشمس ثم سيرها إلى الغروب مثال حال للقوس النزولي ، وهو القوس المفروض من تنزلات العقل من عالم العقول إلى عالم الطبائع المتجسدة بالأجسام ، والغروب إلى الطلوع مثال حال للقوس الصعودي من عالم الأجسام إلى عالم العقول ، فان زمان نزول العقل إلى عالم الأجسام يعد خمسين ألف سنة ، والرجوع إلى عالم الآخرة بنحو الصعود أيضا خمسون ألف سنة ، فينزل الأمر من السماء إلى الأرض - أي من سماء عالم العقول إلى أرض الأجسام - ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . وقد ورد أيضا ان عمر الدنيا مائة ألف سنة بمقدار اليوم والليلة من أيام السنة الإلهية ، فان كل يوم منها خمسون ألف سنة كالليلة التي هي بدلها ، بل هي أيضا يوم بالاعتبار الآخر ، ويدل عليه الآية السابقة ، كما أن كل يوم من الأيام الربانية ألف سنة ، لقوله تعالى : ( وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) [2] . وفاطمة الزهراء لكونها من جنس العقل الكلي ، فإن أنوار المعصومين ( عليهم السلام ) جميعا من طينة واحدة لكن بالتقدم والتأخر كالضوء من الضوء ، على ما مرت إليه الإشارة . فمن جهة حكاية عالم الباطن والحقيقة ، كان نورها ( عليها السلام ) في ابتداء طلوع الشمس الحاكي لطلوع شمس فيض الوجود بوساطة العقل الكلي أبيض ، وفي وسط النهار الذي هو برزخ بين المشرق والمغرب الحاكي لتنزل العقل إلى مقام الروح كان نورها أصفر ، وفي زمان الغروب الذي هو مقام ظهور النفس لغروب شمس العقل في عالم الطبائع بتعلق النفس بها كان نورها أحمر ، وفي وسط الليل الذي هو مقام تحقق الطبيعة يكون نورها ( عليها السلام ) أخضر .
[1] تفسير القمي 2 : 24 / سورة بني إسرائيل ، عنه البحار 24 : 375 ح 103 . [2] الحج : 47 .
111
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 111