يستطيع أن يثبت لنا أن المقريزي ، والبلاذري وكل من تقدمت الإشارة إليهم قد أخذوا من الكوفي . . رابعاً : إن البلاذري كان أسبق من أبي القاسم الكوفي ، فضلاً عن غيره من مؤلفي الكتب التي أشرنا إليها في قولنا « ثانياً » . خامساً : لقد أفصح الكوفي عن المصدر الذي اعتمد عليه . . وهو الروايات الصحيحة التي رواها عن مشايخه ، والواردة عن أئمة أهل البيت « عليهم السلام » . . فكيف يقول : إنه لم يذكر له المصدر الذي اعتمد عليه ؟ إلا إذا كان يطالبه بذكر اسم الكتاب ، ورقم الجزء والصفحة ؟ ! فهل لنا أن نتوقع في هذه الحالة أن يطلب ذلك أيضاً من الشيخ الطوسي ، والفضل بن شاذان ، وزرارة والخ . . سادساً : إن ما زعم أنه دوافع خاصة دفعت الكوفي إلى هذا الافتراء والابتداع . . فإنما يشير به إلى الخلاف بين أبي القاسم الكوفي مع بعض من ينتسب إلى خديجة ، من خلال [ هند ] المنسوب إليها . . حيث أنكر عليهم الكوفي صحة هذا الانتساب ، لأن خديجة لم تتزوج بغير رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . وقد أسند كلامه إلى الروايات الصحيحة المتوفرة لديه . . وما نقله عن مشايخه . . وقد اتهمه هذا الأخ الكريم ! ! ، بأن الداعي لهذا الموقف من الكوفي هو الشك في نسب الكوفي نفسه ، فأراد أن ينتقم لنفسه بهذه الطريقة ، وأن ينفس عن عقدته النفسية بتوجيه سهامه إلى السيدة خديجة . .