هجرة أم كلثوم : وحول ما قلناه : عن أن النبي « صلى الله عليه وآله » ، لم يكن ليكلف علياً « عليه السلام » بالإتيان بالفواطم ، وعلى رأسهم ابنته فاطمة ، ثم يترك ابنته الأخرى في مكة ، بلا كافل ولا ناصر . . قال الأخ الكريم ! ! : « ربما كان السكوت عن ذكر هجرتها لعدم اقترانه بحادثة مهمة ، كما جرى لأختها زينب . . » . إلى أن قال : « وهناك كثير من النساء لم تذكر لهن هجرة ، وإن كن هاجرن فعلاً ، لأن هجرتهن لم تصحب بحوادث . . ثم ما الذي يمنع أن تكون من الفواطم ، ولكنها لم تفرد بالذكر ، لأن لفظ الفواطم يشملها ، وهو من باب التغليب ، وإفراد أم أيمن بالذكر ، لأن لفظ الفواطم لا يستوعبها ، من حيث كونها أجنبية عنهن . وسواء قلنا ببنوتها للنبي « صلى الله عليه وآله » ، أم نفينا ذلك ، كما فعل الكوفي ومن تابعه ، فإن وجودها بالمدينة ، وموتها ، ووقوف النبي « صلى الله عليه وآله » ، على قبرها لا يكاد ينكر ، فلا بد من كونها قد هاجرت . . اللهم إلا أن نقول بولادتها في المدينة . وهذا لا يقول به أحد من الناس ، أو بنفي وجودها أصلاً كما صار إليه الكوفي . . وأحسب السيد تابعه على ذلك ، كما سبقت الإشارة إليه » [1] .