كسرتها ، وإن تركتها استمتعت بها على عوج [1] . وقد نظّم بعض الشعراء [2] فقال : هي الضلع للعوجاء لست تقيمها * ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضَعفاً [3] واقتداراً على الفتى * أليس عجيباً ضعفها واقتدارها [4] فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبيّن به طريق الرشاد ، وأظهر به جانب الذكورة [5] الأُنوثة من مادّة الايجاد ، وحصلت له هذه المنّة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبيّ له وتربيته وحنوّه عليه وشفقته [6] ، فاستعدّ لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار ، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة ، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة ، لم تزل بحار العلوم تتفجّر من صدره ويطفيا [7] عبابها ، حتّى قال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا مدينة العلم
[1] وقد روى هذه القصّة محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي في كتابه " عجائب أحكام وقضايا ومسائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) " : 55 ط الإتقان دمشق ، ولا أُريد التعليق على هذه القصة ، لكن الشيخ المفيد ( رحمه الله ) نقل ما هو شبيه لهذه القصّة في عدّ الأضلاع ولكنه ( رحمه الله ) نقلها ولم يعلّق عليها ، فقال في الإرشاد : 1 / 213 ط مؤسسة آل البيت الطبعة الثانية سنة 1416 ه : وروى الحسن بن عليّ العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة . . . فأمر أن يشدّ عليه تُبّان - سراويل صغيرة - وأخلاه في بيت ، ثمّ ولجه فعدّ أضلاعه ، فكانت من الجانب الأيسر سبعة ، ومن الجانب الأيمن ثمانية فقال : هذا رجل . وأمر بطمّ - قصّ - شعره ، وألبسه القلنسوة والنعلين والرواء وفرّق بينه وبين الزوج . وقد روي نحو ذلك في أخبار القضاة : 2 / 197 ، والبحار : 40 / 258 ، و : 259 ، ودعائم الإسلام : 2 / 287 ، والفقيه : 4 / 238 / 762 ، ومناقب آل أبي طالب : 2 / 376 ، ومناقب الخوارزمي : 101 / 105 ، فلاحظ وتأمّل . [2] في ( أ ) : الأُدباء . [3] في ( ج ) : ظلماً ، وهو اشتباه . [4] نور الأبصار للشبلنجي : 71 . [5] في ( أ ) : الذكر . [6] في ( أ ، ج ) : عامة . [7] في ( د ) : يطفو .