responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 129


الشيباني وعلى من معه من المسلمين ، وخرج كسرى ملك الفرس ذات يوم إلى الصيد فعرض له عير وحشي فاتبعه كسرى ، وجرى العير بين يديه جريا شديدا وسار كسرى في طلبه حتى إذا أقفرت به الأرض وانفرد من عسكره عطف عليه العير وكلمه بإذن الله تعالى وقال له : ويلك يا يزدجرد ! آمن بربك تبقى لك نعمتك ولا تكفر فيزول ملكك . قال : ففزع يزدجرد فزعا شديدا ثم رجع إلى قصره منكسرا فدعا بمؤبدته وأساورته فخبرهم بما سمع من العير فقالوا : أيها الملك ! ما نظن هذا إلا حدثا يأتيك من هؤلاء العرب الذين نزلوا بساحتك .
قال : ورأى المثنى بن حارثة في منامه رؤيا هالته وأفزعته ، فلما أصبح بعث إلى وزرائه فجمعهم إليه ثم قال لهم : اعلموا أني قد رأيت رؤيا ، فقالوا له : وما الذي رأيت أيها الأمير ؟ قال : رأيت كأن من أحسن الناس قد أقبل ومعه لواء فدفعه إلي وقال : ذل أهل فارس كذلة الهجارس ، وزال ملكهم وحان هلكهم ، فارحل ناجيا وامض سائرا ، واستخبر خبرا واستنصر عمرا ، وأنا أظن ملك الفرس قد زال وعزهم قد حال . قال : فقالت له المشايخ من قومه : صدقت رؤياك ونامت عيناك ، وسر إلى عمر .
قال : وركب المثنى بعيرا له وسار مع جماعة من أصحابه يريد المدينة إلى عمر بن الخطاب [1] ، فبينا هو يسير إذ غلط عن الطريق هو ومن معه ، فبينما هو كذلك إذا سمع هاتفا يهتف من الجادة وهو يقول أبياتا من جملتها :
والفرس قد خذلت رايات نصرتها * وإن ملك بني ساسان قد مرجا قال : فاتبع المثنى الصوت حتى وصل إلى الطريق ، ثم سار مجدا حتى قدم



[1] في الكامل لابن الأثير 2 / 73 وبعد خروج خالد بن الوليد إلى الشام ، وإنشغال أبي بكر بمتابعة الوضع والقتال بالشام فقد : ( أبطأ خبره على المثنى فاستخلف على المسلمين بشير بن الخصاصية ووضع في المسالح سعيد بن مرة العجلي وسار إلى المدينة إلى أبي بكر ليخبره خبر المشركين . . . فقدم المدينة وأبو بكر مريض قد أشفى ( وقيل قبل موته بليلة ) فأخبره الخبر فاستدعى عمر وقال له : . . . فإذا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى ( انظر الطبري 3 / 444 - 445 والبداية والنهاية 7 / 22 ) .

129

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست