نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 281
من غير يد تحفره ، وبان ضريحه في وسطه . قال المأمون : سبحان الله ما أعجب هذا الكلام . ولا عجب من أمر أبي الحسن ، فاضرب حتى نرى . قال هرثمة : فأخذت المعول بيدي ، فضربت في قبلة قبر هارون ، قال : فانفرج القبر محفورا ، وبان الضريح في وسطه قائم ، والناس ينظرون إليه . قال : أنزله يا هرثمة . فقلت : يا أمير المؤمنين إن سيدي قد أمرني أن لا أنزله حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض ، فيمتلئ به القبر حتى يكون الماء مع وجه الأرض ثم يظهر فيه حوت بطول القبر ، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته على جانب قبره وخليت بينه وبين ملحده . قال : فافعل يا هرثمة ما أمرت . قال : فانتظرت حتى ظهر الماء والحوت ، وانتظرت الحوت حتى غاب وغار الماء والناس ينظرونه ، ثم جعلت النعش على جانب القبر ، فغطى قبره بثوب أبيض لم أبسطه ثم نزل إلى القبر بغير يدي ولا يد أحد ممن حضر . فأشار المأمون إلى الناس أن هاتوا [1] بأيديكم ، فاطرحوا فيه التراب . فقلت : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فقال : ويحك فمن يملؤه ؟ قلت : قد أمرني أن لا يطرح عليه التراب ، وأن القبر يمتلئ من نفسه ، ويطبق ويرتفع على وجه الأرض ، فأشار إلى الناس أن كفوا . قال : فرموا ما في أيديهم من التراب ، ثم امتلأ القبر وانطبق وتربع على وجه الأرض ، وانصرف المأمون وانصرفنا . قال : فدعاني المأمون وأخلى مجلسه ، ثم قال : والله يا هرثمة لتصدقني بجميع ما سمعته من أبي الحسن علي بن موسى ( عليهما السلام ) . قال قلت : أخبرت يا أمير المؤمنين بما قال لي . قال : لا والله لتصدقني بما أخبرك مما قلته له . قال قلت : يا أمير المؤمنين ! فعما تسألني ؟ قال : بالله يا هرثمة أسر إليك شيئا غير هذا ؟ فقلت : نعم ، قال : ما