نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 280
الذي فيه سيدنا الرضا ( عليه السلام ) ، فقال : أصلحوا لنا موضعا ، فإني أريد أن أغسله ، فدنوت منه ، فقلت خلوه يا أمير المؤمنين ، فأخلا نفسه ، فأعدت عليه ما قاله سيدي بسبب الغسل والكفن والدفن ، فقال لي : لست أعرض لك في ذلك ، شأنك يا هرثمة . قال : فلم أزل قائما حتى رأيت الفسطاط الأبيض قد نصب في جانب الدار ، فحملته ووضعته إلى جانب الفسطاط ، ووقفت من ظاهره ، وكل من في الدار دوني ، وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح ، وتردد الأواني وصوت صب الماء وتضوع رائحة الطيب لم أشم مثله . قال : فإذا أنا بالمأمون قد أشرف على من بعض داره ، فصاح يا هرثمة أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله ؟ وأين ابنه عنه ؟ وهو بمدينة الرسول ونحن بطوس من أرض خراسان ؟ قال فقلت : يا أمير المؤمنين إن الإمام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله ، فإن تعدى متعد ومنع من ذلك فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله ، ولا بطلت إمامة الإمام الذي هو بعده بأن غلب غسل أبيه ، ولو توفي أبو الحسن علي ابن موسى بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا ، ولا يغسله الآن إلا هو من حيث يخفى . قال : فسكت عني ، ثم ارتفع الفسطاط ، فإذا أنا بسيدي مدرج في أكفانه ، فوضعته على نعشه ، ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع من حضر . ثم جئنا إلى موضع القبر ، فوجدتهم يضربون المعاول من فوق قبر هارون الرشيد ليجعلوه قبلة لقبره ، والمعاول تنبو عنه ، فقال : ويحك يا هرثمة أما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين إنه قد أمرني أن أضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيك الرشيد لا أضرب غيره . قال : إذا ضربت يا هرثمة يكون ماذا ؟ فقلت له : أخبرني أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره ، وأنني إذا ضربت هذا المعول الواحد يصير القبر محفورا
280
نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 280