نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 279
قال : فجئته ، فلما طلعت على مولاي الرضا ( عليه السلام ) قال لي : يا هرثمة أليس قد حفظت ما وصيتك به ؟ قلت : بلى . قال : قدموا نعلي فقد علمت ما أرسلك به ، فقدمت نعله ومشى إليه ، فلما دخل عليه قام المأمون إليه قائما معانقا له ، وقبل بين عينيه ، وأجلسه إلى جانبه على سريره ، وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار ، ثم قال لبعض غلمانه : أيتني بعنب ورمان . قال هرثمة : فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر ، ورأيت النفضة [1] قد عرضت في جسدي ، فكرهت أن يبين ذلك في وجهي ، فتراجعت القهقرى حتى خرجت ، فرميت نفسي في موضع من الدار . فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي ( عليه السلام ) قد خرج من عند المأمون ورجع إلى داره ، ثم رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطباء ، فقلت : ما هذا ؟ فقيل لي : علة عرضت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) وكان الناس في شك وكنت أنا في يقين ، لما علمت من سيدي ( عليه السلام ) . فلما كان في بعض الليل علا الصياح ، وسمعت الوجبة من الدار ، فأسرعت في من أسرع ، فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرأس ، محلل الأزرار ، قائما على قدميه . فقلت : ما القصة ؟ فقالوا : توفي والله أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) . ثم إن الناس كتموا أمره يوما وليلة ، ثم أنفذ إلى محمد بن جعفر الصادق ( عليه السلام ) وجماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده ، فلما حضروا نعاه إليهم وبكى ، وأظهر حزنا شديدا ، وأراهم أنه صحيح الجسم ، وقال : يعز علي يا أخي أن أراك في هذه الحال ، وقد كنت أؤمل أن أتقدم قبلك ، فأبى الله إلا ما أراد . قال هرثمة : فلما أصبحنا جلس المأمون للتعزية ، ثم قام يمشي إلى الموضع
[1] النفضة كحمرة وهمزة رعدة النافض من الحمى أو غيره .
279
نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 279