نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 198
قريش ، أنا صاحب هذه المشاهد ، وأبو هذه المواقف ، وهذه الأفعال . يا معشر المهاجرين والأنصار إني على بصيرة من أمري ، وعلى ثقة من ديني اليوم أنطقت الخرساء البيان ، وفهمت العجماء الفصاحة ، وأتيت العمياء بالبرهان هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، قد توافقنا على حدود الحق والباطل ، وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق ، ومن الشك إلى اليقين . فتبرؤا رحمكم الله ممن نكثوا البيعتين ، وغلب الهوى به فضل ، وأبعدوا رحمكم الله ممن أخفى العذر ، وطلب الحق من غير أهله فتاه ، والعنوا رحمكم الله من انهزم الهزيمتين ، إذ يقول الله ( إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ) [1] وقال ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) [2] . أغضبوا رحمكم الله على من غضب الله عليهم وتبرؤا رحمكم الله ممن يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ترتفع يوم القيامة ريح سوداء تخطف من دوني قوما من أصحابي من عظماء المهاجرين ، فأقول : أصيحابي فيقال : محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . وتبرؤا رحمكم الله من النفس الضال من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال فيقولوا : ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ، ومن قبل أن يقولوا : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ، أو يقولوا : وما أضلنا إلا المجرمين ، أو يقولوا ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا .