نام کتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 30
شيئا قليلا ) قال بعض المتكلمين : عاتب الله الأنبياء صلوات الله عليهم بعد الزلات ، وعاتب نبينا صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه ، ليكون بذلك أشد انتهاء ومحافظة لشرائط المحبة ، وهذه غاية العناية ، ثم انظر كيف بدأ بثباته وسلامته قبل ذكر ما عتبه عليه وخيف أن يركن إليه . ففي أثناء عتبه براءته ، وفى طي تخويفه تأمينه وكرامته ، ومثله قوله تعالى ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ) الآية . قال على رضي الله عنه : قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لا نكذبك ، ولكن نكذب مما جئت به ، فأنزل الله تعالى ( فإنهم لا يكذبونك ) الآية . وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كذبه قومه : حزن ، فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال : ما يحزنك ؟ قال : كذبني قومي ، فقال إنهم يعلمون أنك صادق ، فأنزل الله تعالى الآية ، ففي هذه الآية منزع لطيف المأخذ من تسليته تعالى له صلى الله عليه وسلم ، وإلطافه في القول : بأن قرر عنده أنه صادق عندهم ، وأنهم غير مكذبين له ، معترفون بصدقه قولا واعتقادا ، وقد كانوا يسمونه قبل النبوة الأمين ، فدفع بهذا التقرير ارتماض نفسه بسمة الكذب ، ثم جعل
30
نام کتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 30