responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 322


الحبّ ، وهل التولّي إلاّ الحبّ ؟ وهل هناك مصداق للحبّ أوضح وأصدق من البكاء على مصابهم ؟ والحزن لحزنهم ؟ والنفرة من أعدائهم ؟ وبعبارة أخرى : لو لم يكن للبكاء إلاّ هذا القدر من الفائدة لكفى ، فهو نوع من المحافظة على جذور وأسس رُكنَي العقيدة المقدّسة الشريفة . . ألا وهما التولّي لأولياء الله سبحانه والتبرّي من أعدائه وأعدائهم . .
نعم ، لا بدّ فيه من إعطاء حقّ جانب الإدراك ، مثل لابدّية إعطاء جانب العاطفة حقّها ، دون أن يطغى أحد الجانبين على الآخر . . كما يظهر من الروايات أنّ هناك دعوة إلى البكاء ; كذلك هناك روايات للتدبّر والتأسيّ بأفعالهم عليهم السلام والاقتداء بسيرتهم . . « . . . ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به ، ويستضئ بنور عِلمه . . . » [1] هذا ضمن مضامين متواترة من الآيات والروايات ; التي لا يتم الاقتداء والتأسّي إلاّ بعد استخلاص العِبر وتحليلها والتدبّر بها . .
ومع ذلك ، فإنّ البكاء بأيّ درجة كان وبأيّ شكل حصل - سواء في نثر أو شعر أو خطابة - لا يمكن فرضه إلاّ مع فرض تقارنه مع معلومة معيّنة ينطوي ضمنها . . فهو يمتزج بنحو الإجمال مع تلك الحقائق الإدراكيّة . . ولا يمكن فرض البكاء من دون حصول العِظة والعبرة ولو بنحو الإجمال . . لأنّنا نفرض أنّ الحالة العاطفيّة هي دوماً معلولة لجانب إدراكيّ . .
الوجه السادس : البكاء في الواقع يُستَخدم كسلاح ضدّ النفس . . والحال أنّ ما يمتلكه الإنسان من طاقة مملوءة ومخزونة يجب أن يوجّهها ضد العدو أو يوظّفها في الإثارة نحو السلوك العمليّ والبرنامج التطبيقيّ . . بينما هذه الشحنة التي امتلأ



[1] شرح نهج البلاغة 16 : 205 .

322

نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست