responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 323


بها واختزن بها إذا فرّغها عن طريق البكاء ، فكأنّما وَجّه الصدمةَ إلى داخل أعماق نفسه بدل أن يستفيد من تلك الصدمة أو المصيبة أو البليّة أو المُدافعة . . كشُحنة مُختزَنة وطاقة مكبوتة يمكن أن يستفيد منها في المضيّ قُدماً نحو البرامج الهادفة ونحو السلوك العمليّ البنّاء . . فإذا أفرغها عن طريق البكاء ، فحينئذ يكون قد ضيّع تلك الشحنة ولم يستفد منها في سبيل تحقيق هدفه . . بل سوف تترك هذه الشحنة آثارها السلبيّة على نفسه . . فإنّ شعور المظلوم المُفعَم بالعدوان عليه سوف يجد له طريقاً لتنفيسه بشكل سلبيّ ، وسوف تضيع هذه الطاقة الكامنة للانتصار للمظلوم ، وإعادة الحقّ إلى أهله . .
ويأتي هذا المستشكل - في الإشكال السادس - بشواهد عديدة . . مثلا : لمّا أُصيبت قريش ونُكِبت في معركة بدر فإنّهم مَنعوا البكاء في مكّة ، وقالوا : يجب أن لا يبكي أحد ، وظلّت شحنة المصيبة مختزَنة حتّى وقعت الحرب الثانية ( معركة أحد ) ، حيث قاموا بتفريغ تلك الشحنة وتمّ لهم النصر ; هذا شاهد على جدوى تأخّر امتصاص الصدمة إلى وقت آخر . .
كما يمكن العثور على شواهد عديدة في تاريخ الأمم ، أنّهم إذا أُصيبوا بمصيبة أو بليّة أو فجيعة فإنّهم لا يفرّغون ذلك بتوسّط البكاء . . بل يُفرغوها عن طريق العمل المُبرمج والمدروس والهادف . .
وبعبارة مختصرة فأنّ البكاء سلاح ضد النفس والمفروض أن يكون سلاحاً ضدّ الأعداء ، وهو نوع من تفريغ سعرة الطاقة الكامنة في النفس . .
الجواب : وهذا الإشكال قد ذكرنا له أمثلة نقضيّة ، وهو أنّ مَن يفقد شيئاً يتشوّق إليه . . فإذا بكى يزداد حرصاً وطلباً وإرادةً للوصول إلى ذلك المفقود ، لا

323

نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست