نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 69
وكان نسر منصوبا بأرض حمير لقبيلة يقال لها ذو الكلاع . قال ابن إسحاق : وكان لخولان بأرضهم صنم يقال له عم أنس [1] يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسما بينه وبين الله ، فيما يزعمون [2] ، فما دخل في حق عم أنس من حق الله الذي قسموه [3] له تركوه له ، وما دخل في حق الله من حق عم أنس ردوه عليه ، وفيهم أنزل الله : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا ) . قال : وكان لبني ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة صنم يقال له سعد ، صخرة بفلاة من أرضهم طويلة ، فأقبل رجل منهم بإبل له مؤبلة ليقفها عليه التماس بركته ، فيما يزعم ، فلما رأته الإبل ، وكانت مرعية لا تركب وكان الصنم يهراق عليه الدماء ، نفرت منه فذهبت في كل وجه ، وغضب ربها فأخذ حجرا فرماه به ثم قال : لا بارك الله فيك نفرت على إبلي . ثم خرج في طلبها حتى جمعها ، فلما اجتمعت له قال : أتينا إلى سعد ليجمع شملنا * فشتتنا سعد فلا نحن من سعد وهل سعد إلا صخرة بتنوفة * من الأرض لا يدعو لغى ولا رشد قال ابن إسحاق : وكان في دوس صنم لعمرو بن حممة الدوسي . قال : وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له هبل . وقد تقدم فيما ذكره ابن هشام أنه أول صنم نصبه عمرو بن لحى لعنه الله . قال ابن إسحاق : واتخذوا إسافا ونائلة ، على موضع زمزم ينحرون عندهما ، ثم ذكر أنهما كانا رجلا وامرأة فوقع عليهما في الكعبة فمسخهما الله حجرين . ثم قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة أنها قالت : سمعت عائشة تقول : ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله عز وجل حجرين . والله أعلم .
[1] في الأصنام لابن الكلبي : عميانس . [2] ابن هشام : بزعمهم . [3] ابن هشام : سموه
69
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 69