نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 70
وقد قيل إن الله لم يمهلهما حتى فجرا فيها ، بل مسخهما قبل ذلك ، فعند ذلك نصبا عند الصفا والمروة . فلما كان عمرو بن لحى نقلهما فوضعهما على زمزم وطاف الناس بهما . وفى ذلك يقول أبو طالب : وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * بمفضى السيول من إساف ونائل وقد ذكر الواقدي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بكسر نائلة يوم الفتح خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها وتدعو بالويل والثبور . وقد ذكر السهيلي : أن أجا وسلمى وهما جبلان بأرض الحجاز ، إنما سميا باسم رجل اسمه أجا بن عبد الحي ، فجر بسلمى بنت حام ، فصلبا في هذين الجبلين فعرفا بهما . قال : وكان بين أجا وسلمى صنم لطيئ يقال له قلس . قال ابن إسحاق : واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه ، فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب ، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره ، وإذا قدم من سفره تمسح به ، فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله . قال : فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب . قال ابن إسحاق : وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت ، وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة لها سدنة وحجاب ، وتهدى لها كما تهدى للكعبة ، وتطوف بها كطوافها
70
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 70