نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 63
قال ابن إسحاق . واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام غيره ، فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات . وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم عليه السلام يتمسكون بها من تعظيم البيت ، والطواف به ، والحج والعمرة ، والوقوف على عرفات والمزدلفة ، وهدى البدن والاهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا : لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك . فيوحدونه بالتلبية ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده . يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [1] " أي ما يوحدونني لمعرفة حقي إلا جعلوا معي شريكا من خلقي . وقد ذكر السهيلي وغيره : أن أول من لبى هذه التلبية عمرو بن لحى وأن إبليس تبدى له في صورة شيخ ، فجعل يلقنه ذلك فيسمع منه ويقول كما يقول ، واتبعه العرب في ذلك . وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمعهم يقولون : لبيك لا شريك لك : يقول : " قد قد " أي حسب حسب . وقد قال البخاري : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي حفص عن أبي هريرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : " إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام ، أبو خزاعة عمرو بن عامر ، وإني رأيته يجر أمعاءه في النار " .