نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 62
وذكر السهيلي : أنه ربما ذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة وكسا عشرة آلاف حلة في كل سنة ، يطعم العرب ويحيس لهم الحيس بالسمن والعسل ويلت لهم السويق . قالوا : وكان قوله وفعله فيهم كالشرع المتبع ، لشرفه فيهم ومحلته عندهم وكرمه عليهم . قال ابن هشام : حدثني بعض أهل العلم أن عمرو بن لحى خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره فلما قدم مآب من أرض البلقاء ، وبها يومئذ العماليق وهم ولد عملاق ، ويقال ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا . فقال لهم : ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه [1] فأعطوه صنما يقال له هبل ، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه . قال ابن إسحاق : ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل عليه السلام ، أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم حين ضاقت عليهم والتمسوا الفسح في البلاد إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم . فحيث ما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة . حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم ، حتى خلفت الخلوف ونسوا ما كانوا عليه . وفي الصحيح عن أبي رجاء العطاردي ، قال : كنا في الجاهلية إذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من التراب وجئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا بها .