نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 507
صلى الله عليه وسلم لأبي جهل : " يا أبا الحكم ، هلم إلى الله وإلى رسوله ، أدعوك إلى الله " . فقال أبو جهل : يا محمد ، هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت ، فوالله لو أنى أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله إني لاعلم أن ما يقول حق ، ولكن [ يمنعني ] شئ ، إن بني قصي . قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا فينا السقاية فقلنا : نعم . ثم قالوا فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي ! والله لا أفعل . وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا محمد بن خالد ، حدثنا أحمد بن خلف ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق . قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبى جهل وأبى سفيان ، وهما جالسان ، فقال أبو جهل : هذا نبيكم يا بنى عبد شمس . قال أبو سفيان : وتعجب أن يكون منا نبي ! فالنبي يكون فيمن أقل منا وأذل . فقال أبو جهل : أعجب أن يخرج غلام من بين شيوخ نبيا ! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع ، فأتاهما فقال : " أما أنت يا أبا سفيان ، فما لله ورسوله غضبت ولكنك حميت للأصل . وأما أنت يا أبا الحكم ، فوالله لتضحكن قليلا ولتبكين كثيرا " فقال : بئسما تعدني يا بن أخي من نبوتك . هذا مرسل من هذا الوجه ، وفيه غرابة . وقول أبى جهل ، لعنه الله ، كما قال الله تعالى مخبرا عنه وعن أضرابه " وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ، أهذا الذي بعث الله رسولا ؟ إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ، وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا [1] .