نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 508
وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " [1] . قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ، وسبوا من أنزله ومن جاء به ، قال : فقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم " ولا تجهر بصلاتك " أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن " ولا تخافت بها " عن أصحابك ، فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك " وابتغ بين ذلك سبيلا " . وهكذا رواه صاحبا الصحيح من حديث أبي بشر جعفر بن أبي حية به . وقال محمد بن إسحاق : حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلى تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه ، وكان الرجل إذا أراد أن يسمع من رسول الله بعض ما يتلو وهو يصلى ، استرق السمع دونهم فرقا منهم ، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع ، فإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمع الذين يستمعون من قراءته شيئا ، فأنزل الله تعالى " ولا تجهر بصلاتك " فيتفرقوا عنك " ولا تخافت بها " فلا يسمع من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك ، لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع ، فينتفع به " وابتغ بين ذلك سبيلا " . إلى هنا ينتهى الجزء الأول من السيرة النبوية لابن كثير ويليه الجزء الثاني وأوله باب الهجرة إلى الحبشة < / لغة النص = عربي >