نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 506
حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا . فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق ، فقالوا : لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود . فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا . فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها [ وأشياء لا أعرفها ولا أعرف ما يراد بها [1] ] فقال الأخنس : وأنا والذي حلفت به . ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : ماذا سمعت ؟ ! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا [2] على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ! فمتى ندرك هذه ! والله لا نسمع به أبدا ولا نصدقه . فقام عنه الأخنس به شريق . ثم قال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس ، حدثنا أحمد ، حدثنا يونس ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن المغيرة بن شعبة . قال : إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى أمشى أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة ، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله