نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 494
قال : فيحدث أنه ما أنزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال أبوه : " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " إلى آخر السورة . وقد تقدم ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة من حديث عاصم بن بهدلة عن زر ، عن ابن مسعود قال : أول من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد . فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه ، وأبو بكر منعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا ، إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله تعالى ، وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد . ورواه الثوري عن منصور عن مجاهد مرسلا . قال ابن إسحاق : وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه ، وكانوا أهل بيت إسلام ، إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة . فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول - فيما بلغني - : " صبرا آل ياسر موعدكم الجنة " . وقد روى البيهقي عن الحاكم ، عن إبراهيم بن عصمة العدل ، حدثنا السرى بن خزيمة ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام بن أبي عبيد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأهله وهم يعذبون فقال : " أبشروا آل عمار وآل ياسر ، فإن موعدكم الجنة " فأما أمه فيقتلوها فتأبى إلا الاسلام .
494
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 494