نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 495
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد قال . أول شهيد كان في أول الاسلام استشهد : أم عمار سمية ، طعنها أبو جهل بحربة في قلبها . وهذا مرسل . قال محمد بن إسحاق : وكان أبو جهل الفاسق الذي يغرى بهم في رجال من قريش ، إن سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وخزاه وقال : تركت دين أبيك وهو خير منك ، لنسفهن حلمك ، ولنفيلن [1] رأيك ، ولنضعن شرفك . وإن كان تاجرا قال : والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك . وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به . لعنه الله وقبحه . قال ابن إسحاق : وحدثني حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير قال : قلت لعبد الله ابن عباس : أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم ؟ قال : نعم والله ! إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوى جالسا من شدة الضر الذي به ، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة ، حتى يقولوا له : اللات والعزى إلهان من دون الله ؟ فيقول : نعم ! افتداء منهم بما يبلغون من جهدهم . قلت : وفى مثل هذا أنزل الله تعالى " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم " [2] . فهؤلاء كانوا معذورين بما حصل لهم من الإهانة والعذاب البليغ ، أجارنا الله من ذلك بحوله وقوته .
[1] لنفيلن : نخطئن ، وفى ط : لنقيلن وهو تحريف . [2] سورة النحل 106 .
495
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 495