نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 480
بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا ، وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا ، وليكن فيما يبعث لنا منهم قصي بن كلاب ، فإنه كان شيخا صدوقا فنسألهم عما تقول : أحق هو أم باطل ؟ فإن فعلت ما سألناك وصدقوك ، صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله ، وأنه بعثك رسولا كما تقول . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به ، فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم ، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم " . قالوا : فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك ، فسل ربك أن يبعث لنا ملكا يصدقك بما تقول ، ويراجعنا عنك ، وتسأله فيجعل لنا جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ، ويغنيك عما نراك تبتغى ، فإنك تقوم في الأسواق وتلتمس المعاش [1] كما نلتمسه ، حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم . فقال لهم : " ما أنا بفاعل ، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا ، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم " . قالوا : فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ، فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل . فقال : " ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك " . فقالوا : يا محمد ما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ، ونطلب
[1] الأصل : المعايش محرفة . وما أثبته عن ابن هشام .
480
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 480