نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 481
منك ما نطلب ، فيتقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به . فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن ، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا ، فقد أعذرنا إليك يا محمد ، أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا . وقال قائلهم : نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله وقال قائلهم : لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا . فلما قالوا ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال : يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله ، ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب ، فوالله لا أو من لك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ، ثم ترقى منه وأنا أنظر حتى تأتيها ، وتأتي معك بنسخة منشورة ، ومعك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول . وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت أنى لا أصدقك . ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا أسفا لما فاته مما [1] طمع فيه من قومه حين دعوه ، ولما رأى من مباعدتهم إياه . وهذا المجلس الذي اجتمع عليه هؤلاء الملا مجلس ظلم وعدوان وعناد ، ولهذا
[1] الأصل : بما . محرفة ، والعبارة في ابن هشام : مما كان يطمع به من قومه .
481
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 481