نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 479
فبعثوا إليه : إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك . فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا ، وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بدو ، وكان حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم ، حتى جلس إليهم . فقالوا : يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك ، وإنا والله لا نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الآباء ، وعبت الدين ، وسفهت الأحلام ، وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة ، وما بقى من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك . فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا ، حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا ، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك ، وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي - فربما كان ذلك ، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولا ، وأنزل على كتابا ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ، فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة ، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم " . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالوا : يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا ، ولا أقل مالا ، ولا أشد عيشا منا ، فسل لنا ربك الذي بعثك
479
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 479