نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 475
فلما ولى ناداه أبو طالب فقال : أقبل يا بن أخي . فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمتك لشئ أبدا . قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه ، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم [1] ، مشوا إليه بعمارة ابن الوليد بن المغيرة ، فقالوا له ، فيما بلغني : يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله ، فخذه فلك عقله ونصره ، واتخذه ولدا فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامنا فنقتله ، فإنما هو رجل برجل ! قال : والله لبئس ما تسومونني ! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني فتقتلونه ! هذا والله ما لا يكون أبدا . قال : فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي : والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكره ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا . فقال أبو طالب للمطعم : والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم على ، فاصنع ما بدا لك . أو كما قال . فحقب الامر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، ونادى بعضهم بعضا . فقال أبو طالب عند ذلك يعرض بالمطعم بن عدي ويعم من خذله من بنى عبد مناف ومن عاداه من قبائل قريش ، ويذكر ما سألوه وما تباعد من أمرهم :
[1] الأصل : وعداوته . وهو تحريف وما أثبته عن ابن هشام .
475
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 475