نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 474
ثم شرى [1] الامر بينهم وبينه حتى تباعد الرجال وتضاغنوا . وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها ، فتذامروا فيه وحض بعضهم بعضا عليه . ثم إنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى ، فقالوا : يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين . أو كما قالوا . ثم انصرفوا عنه . فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه . قال ابن إسحاق : وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، أنه حدث أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا ابن أخي إن قومك قد جاؤوني فقالوا كذا وكذا ، للذي قالوا له ، فأبق على وعلى نفسك ولا تحملني من الامر ما لا أطيق . قال : فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بدو ( 1 ) وأنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الامر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ما تركته " . قال : ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قام !