responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 461


يدعو من لقيه حر وعبد ، وضعيف وقوى ، وغنى وفقير ، جميع الخلق في ذلك عنده شرع سواء .
وتسلط عليه وعلى من اتبعه من آحاد الناس من ضعفائهم الأشداء الأقوياء من مشركي قريش بالأذية القولية والفعلية .
وكان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، وامرأته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية ، أخت أبى سفيان .
وخالفه في ذلك عمه أبو طالب بن عبد المطلب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب خلق الله إليه طبعا ، وكان يحنو عليه ويحسن إليه ، ويدافع عنه ويحامي ، ويخالف قومه في ذلك مع أنه على دينهم وعلى خلتهم ، إلا أن الله تعالى قد امتحن قلبه بحبه حبا طبعيا لا شرعيا .
وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى ، ومما صنعه لرسوله من الحماية ، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة ، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه . ولاجترءوا عليه ، ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه ، وربك يخلق ما يشاء ويختار [1] . وقد قسم خلقه أنواعا وأجناسا .
فهذان العمان كافران أبو طالب وأبو لهب ، ولكن هذا يكون في القيامة في ضحضاح من نار ، وذلك في الدرك الأسفل من النار ، وأنزل الله فيه سورة في كتابه تتلى على المنابر ، وتقرأ في المواعظ والخطب ، تتضمن أنه سيصلى نارا ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب .



[1] بل لو كان أبو طالب أسلم لكان ذلك داعيا إلى إسلام غيره من مشيخة قريش ، ويفهم من كلام المؤلف أن الله سبحانه قضى على أبى طالب بالكفر حماية لرسوله ! ! وهو تعليل غير سائغ .

461

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست