نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 418
وانظروا ، فإن تكن نجوما تعرف فهو عندنا من الناس [1] ، وإن كانت نجوما لا تعرف فهو لأمر قد حدث . فنظروا فإذا هي لا تعرف ، فأخبروه ، فقال : الامر فيه مهلة بعد ، هذا عند ظهور نبي . فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم عليهم أبو سفيان بن حرب إلى أمواله ، فجاء عبد يا ليل فذاكره أمر النجوم ، فقال أبو سفيان : ظهر محمد بن عبد الله يدعى أنه نبي مرسل . فقال عبد يا ليل : فعند ذلك رمى بها . وقال سعيد بن منصور ، عن خالد بن حصين ، عن عامر الشعبي قال : كانت النجوم لا يرمى بها حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسيبوا أنعامهم وأعتقوا رقيقهم . فقال عبد يا ليل : انظروا ، فإن كانت النجوم التي تعرف فهو عند فناء الناس ، وإن كانت لا تعرف فهو لأمر قد حدث ، فنظروا فإذا هي لا تعرف . قال : فأمسكوا ، فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى جاءهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم . وروى البيهقي والحاكم من طريق العوفي عن ابن عباس قال : لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهما وسلامه . فلعل مراد من نفى ذلك أنها لم تكن تحرس حراسة شديدة ، ويجب حمل ذلك على هذا ، لما ثبت في الحديث من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي ابن الحسين ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رمى بنجم فاستنار فقال : " ما كنتم تقولون إذا رمى بهذا ؟ " قالوا : كنا نقول مات