نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 417
قال : فإذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤوسهم حتى ينزل ، فإذا نزل قال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم ؟ فإن كان مما يكون في السماء قالوا : الحق وهو العلى الكبير . وإن كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب أو موت أو شئ مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا : يكون كذا وكذا . فتسمعه الشياطين فينزلونه على أوليائهم . فلما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم دحروا بالنجوم ، فكان أول من علم بها ثقيف . فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة ، وذو الإبل فينحر كل يوم بعيرا ، فأسرع الناس في أموالهم . فقال بعضهم لبعض : لا تفعلوا ، فإن كانت النجوم التي يهتدون بها ، وإلا فإنه لأمر حدث . فنظروا فإذا النجوم التي يهتدى بها كما هي لم يزل منها شئ ، فكفوا . وصرف الله الجن فسمعوا القرآن ، فلما حضروه قالوا أنصتوا . وانطلقت الشياطين إلى إبليس فأخبروه . فقال : هذا حدث حدث في الأرض ، فأتوني من كل أرض بتربة فأتوه بتربة . تهامة فقال : هاهنا الحدث ورواه البيهقي والحاكم من طريق حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب . وقال الواقدي : حدثني أسامة بن زيد بن أسلم ، عن عمر بن عبدان العبسي ، عن كعب قال : لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى بها ، فرأت قريش أمرا لم تكن تراه فجعلوا يسيبون أنعامهم ويعتقون أرقاءهم يظنون أنه الفناء ، فبلغ ذلك من فعلهم أهل الطائف ، ففعلت ثقيف مثل ذلك . فبلغ عبد يا ليل بن عمرو ما صنعت ثقيف . قال : ولم فعلتم ما أرى ؟ قالوا : رمى بالنجوم فرأيناها تهافت من السماء . فقال : إن إفادة المال بعد ذهابه شديد فلا تعجلوا
417
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 417