نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 416
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم ، فذكروا ذلك لإبليس ، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك ، فقال لهم إبليس : هذا لأمر قد حدث في الأرض . فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلى بين جبلين ، فأتوه فأخبروه فقال : هذا الامر الذي حدث في الأرض . وقال أبو عوانة : عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : مالكم : قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب . فقالوا : ما ذاك إلا من شئ حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها . فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة ، وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ ، وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء . فرجعوا إلى قومهم فقالوا : " يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، يهدى إلى الرشد فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحدا " فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم : " قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا " أخرجاه في الصحيحين . وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . قال : إنه لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع ، فإذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا .
416
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 416