نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 407
بلغنا أن الله تعالى بعث محمدا رسولا على رأس خمسين سنة من بناء الكعبة . وكان أول شئ اختصه به من النبوة والكرامة رؤيا كان يراها ، فقص ذلك على زوجته خديجة بنت خويلد فقالت له : أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا . فبينما هو ذات يوم في حراء ، وكان يفر إليه من قومه ، إذ نزل عليه جبريل ، فدنا منه ، فخافه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة شديدة ، فوضع جبريل يده على صدره ومن خلفه بين كتفيه ، فقال : اللهم احطط وزره ، واشرح صدره ، وطهر قلبه ، يا محمد أبشر ! فإنك نبي هذه الأمة ، اقرأ . فقال له نبي الله : وهو خائف يرعد : ما قرأت كتابا قط ولا أحسنه ، وما أكتب وما أقرأ . فأخذه جبريل فغته غتا شديدا ثم تركه ، ثم قال له : اقرأ . فأعاد عليه مثله . فأجلسه على بساط كهيئة الدرنوك فرأى فيه من صفائه وحسنه كهيئة اللؤلؤ والياقوت وقال له : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " الآيات ، ثم قال له : لا تخف يا محمد ، إنك رسول الله . ثم انصرف ، وأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم همه ، فقال : كيف أصنع وكيف أقول لقومي ؟ ! ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خائف ، فأتاه جبريل من أمامه وهو في صعرته [1] ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا عظيما ملا صدره ، فقال له جبريل : لا تخف يا محمد ، جبريل رسول الله ، جبريل رسول الله إلى أنبيائه ورسله ، فأيقن بكرامة الله فإنك رسول الله . فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمر على شجر ولا حجر إلا هو ساجد