نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 395
" وتكسب المعدوم " أي تسبق إلى فعل الخير فتبادر إلى إعطاء الفقير فتكسب حسنته قبل غيرك . ويسمى الفقير معدوما لان حياته ناقصة ، فوجوده وعدمه سواء كما قال بعضهم : ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الاحياء وقال أبو الحسن التهامي ، فيما نقله عنه القاضي عياض في شرح مسلم : عد ذا الفقر ميتا وكساه * كفنا باليا ومأواه قبرا وقال الخطابي : الصواب " وتكسب المعدم " أي تبذل إليه أو يكون تكسب المعدم بعطيته [1] مالا يعيش به . واختار شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي أن المراد بالمعدوم ههنا المال المعطى ، أي يعطى المال لمن هو عادمه . ومن قال إن المراد أنك تكسب باتجارك المال المعدوم ، أو النفيس القليل النظير ، فقد أبعد النجعة ، وأغرق في النزع ، وتكلف ما ليس له علم ، فإن مثل هذا لا يمدح به غالبا ، وقد ضعف هذا القول عياض والنووي وغيرهما والله أعلم . " وتقري الضيف " أي تكرمه في تقديم قراه ، وإحسان مأواه . " وتعين على نوائب الحق " ويروى " الخير " ، أي إذا وقعت نائبة لاحد في خير أعنت فيها ، وقمت مع صاحبها حتى يجد سدادا من عيش أو قواما من عيش . وقوله : " ثم أخذته فانطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان شيخا كبيرا قد عمى " . وقد قدمنا طرفا من خبره مع ذكر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله ، وأنه كان ممن ؟ ؟ صر في الجاهلية ، ففارقهم وارتحل إلى الشام ، هو وزيد بن عمرو وعثمان بن الحويرث ،