نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 393
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عمران أبو العوام ، عن قتادة عن أبي المليح ، عن واثلة بن الأسقع ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان : وروى ابن مردويه في تفسيره عن جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه . ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين ، إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين . وأما قول جبريل " اقرأ " فقال : " ما أنا بقارئ " فالصحيح أن قوله " ما أنا بقارئ " نفى ، أي لست ممن يحسن القراءة . وممن رجحه النووي وقبله الشيخ أبو شامة . ومن قال إنها استفهامية فقوله بعيد ، لان الباء لا تزاد في الاثبات . ويؤيد الأول رواية أبى نعيم من حديث المعتمر بن سليمان عن أبيه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو خائف يرعد : " ما قرأت كتابا قط ولا أحسنه ، وما أكتب وما أقرأ " فأخذه جبريل فغته غتا شديدا . ثم تركه فقال له : اقرأ . فقال محمد صلى الله عليه وسلم " ما أرى شيئا أقرأه ، وما أقرأ ، وما أكتب " . يروى : " فغطني " كما في الصحيحين " وغتني " ويروى " قد غتني " أي : خنقني " حتى بلغ منى الجهد " يروى بضم الجيم وفتحها وبالنصب وبالرفع . وفعل به ذلك ثلاثا . قال أبو سليمان الخطابي : وإنما فعل ذلك به ليبلو صبره ويحسن تأديبه ، فيرتاض لاحتمال ما كلفه به من أعباء النبوة ، ولذلك كان يعتريه مثل حال المحموم ، وتأخذه الرحضاء أي : البهر والعرق . وقال غيره : إنما فعل ذلك لأمور : منها أن يستيقظ لعظمة ما يلقى إليه بعد هذا
393
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 393