نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 392
وقد كان نزول صدر هذه السورة الكريمة وهي ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الانسان ما لم يعلم ) ، وهي أول ما نزل من القرآن كما قررنا ذلك في التفسير وكما سيأتي أيضا ، في يوم الاثنين . كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال : " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم أنزل على فيه " . وقال ابن عباس : ولد نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، ونبئ يوم الاثنين . وهكذا قال عبيد بن عمير وأبو جعفر الباقر وغير واحد من العلماء أنه عليه الصلاة والسلام أوحى إليه يوم الاثنين ، وهذا ما لا خلاف فيه بينهم . ثم قيل : كان ذلك في شهر ربيع الأول ، كما تقدم عن ابن عباس وجابر أنه ولد عليه السلام ، في الثاني عشر من ربيع الأول يوم الاثنين ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء . والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان ، كما نص على ذلك عبيد ابن عمير ، ومحمد بن إسحاق وغيرهما . وقال ابن إسحاق مستدلا على ذلك بما قال الله تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس " فقيل : في عشره . وروى الواقدي بسنده عن أبي جعفر الباقر أنه قال : كان ابتداء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، وقيل في الرابع والعشرين منه .
392
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 392