نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 391
اللغة معناها الخروج من ذلك الشئ كتحنث أي خرج من الحنث . وتحوب وتحرج وتأثم . وتهجد هو ترك الهجود وهو النوم للصلاة . وتنجس وتقذر . أوردها أبو شامة . وقد سئل ابن الأعرابي عن قوله " يتحنث أي يتعبد " . فقال : لا أعرف هذا ، إنما هو يتحنف من الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام . قال ابن هشام : والعرب تقول : التحنث والتحنف . يبدلون الفاء من الثاء ، كما قالوا جدف وجذف ، كما قال رؤبة : * لو كان أحجاري مع الأجذاف * يريد الأجداث . قال : وحدثني أبو عبيدة ، أن العرب تقول فم في موضع ثم . قلت : ومن ذلك قول بعض المفسرين : " وفومها " أن المراد ثومها . وقد اختلف العلماء في تعبده عليه السلام قبل البعثة هل كان على شرع أم لا ؟ وما ذلك الشرع ؟ فقيل : شرع نوح . وقيل : شرع إبراهيم . وهو الأشبه الأقوى . وقيل موسى . وقيل عيسى . وقيل : كل ما ثبت أنه شرع عنده اتبعه وعمل به . ولبسط هذه الأقوال ومناسباتها مواضع أخر في أصول الفقه والله أعلم . وقوله " حتى فجأه الحق وهو بغار حراء " أي جاء بغتة على غير موعد ، كما قال تعالى : " وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك [1] " الآية .