نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 383
قالوا : يا سطيح فمن يكون أولئك ؟ فقال لهم : والبيت ذي الأركان ، والامن والسكان ، لينشأن من عقبكم ولدان ، يكسرون الأوثان ، وينكرون عبادة الشيطان ، ويوحدون الرحمن ، وينشرون دين الديان ، يشرفون البنيان ، ويستفتون الفتيان . قالوا : يا سطيح من نسل من يكون أولئك ؟ قال : وأشرف الاشراف ، والمفضي للأشراف ، والمزعزع الأحقاف ، والمضعف الأضعاف ، لينشؤن الآلاف من عبد شمس وعبد مناف ، نشوءا يكون فيه اختلاف . قالوا : يا سوأتاه يا سطيح مما تخبرنا من العلم بأمرهم ، ومن أي بلد يخرج أولئك ؟ فقال : والباقي الأبد ، والبالغ الأمد ، ليخرجن من ذا البلد ، فتى يهدى إلى الرشد ، يرفض يغوث والفند ، يبرأ من عبادة الضد ، يعبد ربا انفرد ، ثم يتوفاه الله محمودا ، من الأرض مفقودا ، وفى السماء مشهودا . ثم يلي أمره الصديق إذا قضى صدق ، في رد الحقوق لا خرق ولا نزق ، ثم يلي أمره الحنيف ، مجرب غطريف ، ويترك قول العنيف ، قد ضاف المضيف ، وأحكم التحنيف . ثم يلي أمره داعيا لامره مجربا ، فتجتمع له جموعا وعصبا ، فيقتلونه نقمة عليه وغضبا ، فيؤخذ الشيخ فيذبح إربا ، فيقوم به رجال خطبا . ثم يلي أمره الناصر ، يخلط الرأي برأي المناكر ، يظهر في الأرض العساكر ، ثم يلي بعده ابنه يأخذ جمعه ويقل حمده ، ويأخذ المال ويأكل وحده ، ويكثر المال بعقبه من بعده ، ثم يلي من بعده عدة ملوك ، لا شك الدم فيهم مسفوك ، ثم بعدهم الصعلوك ، يطويهم كطي الدرنوك [1] . ثم يلي من بعده عظهور [2] يقضي الحق ويدني مصر ، يفتتح الأرض افتتاحا منكرا ، ثم يلي قصير القامة ، بظهره علامة ، يموت موتا وسلامة . ثم يلي قليلا باكر ، يترك الملك بائر ، يلي أخوه بسنته سائر ، يختص بالأموال والمنابر ثم يلي من بعده أهوج ،
[1] الدرنوك : نوع من البسط له خمل . [2] الموجود في المعاجم : عظير كإردب ، وهو القوى الغليظ
383
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 383