نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 384
صاحب دنيا ونعيم مخلج ، يتشاوره معاشره وذووه ، ينهضون إليه يخلعونه يأخذ الملك ويقتلونه ، ثم يلي أمره من بعده السابع ، يترك الملك محلا ضائع ، بنوه في ملكه كالمشوه جامع ، عند ذلك يطمع في الملك كل عريان ، ويلي أمره اللهفان . يرضى نزارا جمع قحطان ، إذا التقيا بدمشق جمعان بين بنيان ولبنان ، يصنف اليمن يومئذ صنفان : صنف المشورة ، وصنف المخذول . لا ترى إلا حباء محلول . وأسيرا مغلول ، بين القراب والخيول . عند ذلك تخرب المنازل وتسلب الأرامل ، وتسقط الحوامل ، وتظهر الزلازل ، وتطلب الخلافة وائل ، فتغضب نزار ، فتدنى العبيد والأشرار ، وتقصى الأمثال والأخيار . وتغلو الأسعار في صفر الأصفار يقتل كل حيا منه ، ثم يسيرون إلى خنادق وإنها ذات أشعار وأشجار تصد له الأنهار ويهزمهم أول النهار ، تظهر الأخيار فلا ينفعهم نوم ولا قرار . حتى يدخل مصرا من الأمصار ، فيدركه القضاء والاقدار . ثم يجئ الرماة تلف مشاة ، لقتل الكماة ، وأسر الحماة . وتهلك الغواة ، هنالك يدرك في أعلى المياه . ثم يبور الدين ، وتقلب الأمور ، وتكفر الزبور ، وتقطع الجسور ، فلا يفلت إلا من كان في جزائر البحور ، ثم تبور الحبوب ، وتظهر الأعاريب ، ليس فيهم معيب ، على أهل الفسوق والريب ، في زمان عصيب ، لو كان للقوم حيا ، وما تغنى المنى . قالوا : ثم ماذا يا سطيح ؟ قال : ثم يظهر رجل من أهل اليمن كالشطن ، يذهب الله على رأسه الفتن . وهذا أثر غريب كتبناه لغرابته وما تضمن من الفتن والملاحم [1] . وقد تقدم قصة شق وسطيح مع ربيعة بن نصر ملك اليمن ، وكيف بشر بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك تقدم قصة سطيح مع ابن أخته عبد المسيح ، حين أرسله ملك بنى ساسان ، لارتجاس الايوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان . وذلك ليلة مولد الذي نسخ بشريعته سائر الأديان .
[1] بل هو هذيان ما كان ينبغي أن يسطر في الكتب . وما أشبهه بتنبؤات الفلكيين !
384
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 384