نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 382
يشبهه ؟ قال : قال : نعم إن الله خلق سطيحا الغساني لحما على وضم [1] ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة ، والكفان . وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب ، ولم يكن فيه شئ يتحرك إلا لسانه . فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمة فأتى به مكة ، فخرج إليه أربعة من قريش : عبد شمس ، وهاشم ابنا عبد مناف بن قصي ، والأحوص بن فهر ، وعقيل بن أبي وقاص ، فانتموا إلى غير نسبهم وقالوا : نحن أناس من جمح أتيناك ، بلغنا قدومك فرأينا أن إتياننا إياك حق لك واجب علينا . وأهدى إليه عقيل صفيحة هندية ، وصعدة ردينية ، فوضعت على باب البيت الحرام ، لينظروا أهل يراها سطيح أم لا . فقال : يا عقيل : ناولني يدك . فناوله يده فقال : يا عقيل والعالم الخفية ، والغافر الخطية ، والذمة الوفية ، والكعبة المبنية ، إنك للجائي بالهدية ، الصفيحة الهندية ، والصعدة الردينية . قالوا : صدقت يا سطيح . فقال : والآتي بالفرح ، وقوس قزح ، وسائر الفرح ، واللطيم المنبطح ، والنخل والرطب والبلح ، إن الغراب حيث مر سنح ، فأخبر أن القوم ليسوا من جمح ، وأن نسبهم من قريش ذي البطح ، قالوا : صدقت يا سطيح نحن أهل البيت الحرام ، أتيناك لنزورك لما بلغنا من علمك ، فأخبرنا عما يكون في زماننا هذا وما يكون بعده ، فلعل أن يكون عندك في ذلك علم . قال : الآن صدقتم ، خذوا منى ومن إلهام الله إياي ، أنتم يا معشر العرب في زمان الهرم ، سواء بصائركم وبصائر العجم ، لا علم عندكم ولا فهم ، وينشو من عقبكم ذوو فهم ، يطلبون أنواع العلم ، فيكسرون الصنم ، ويبلغون الردم ، ويقتلون العجم ، يطلبون الغنم .