نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 369
قال : كان لبني عذرة صنم يقال له صمام ، وكانوا يعظمونه ، وكان في بنى هند بن حرام ابن ضبة بن عبد بن كبير [1] بن عذرة ، وكان سادنه رجلا يقال له طارق ، وكانوا يعترون عنده . فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا يقول : يا بنى هند بن حرام ، ظهر الحق وأودى صمام ، ودفع الشرك الاسلام . قال : ففزعنا لذلك وهالنا . فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق ، صدع صادع بأرض تهامة ، لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع منى إلى يوم القيامة . قال زمل : فوقع الصنم لوجهه . قال : فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته : إليك رسول الله أعملت نصها * وكلفتها حزنا وغورا من الرمل لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلى وأشهد أن الله لا شئ غيره * أدين به ما أثقلت قدمي نعلي قال : فأسلمت وبايعته ، وأخبرناه بما سمعنا فقال : " ذاك من كلام الجن " . ثم قال : " يا معشر العرب ، إني رسول الله إليكم وإلى الأنام كافة ، أدعوهم إلى عبادة الله وحده ، وأنى رسوله وعبده ، وأن تحجوا البيت وتصوموا شهرا من أثنى عشر شهرا وهو رمضان ، فمن أجابني فله الجنة نزلا ، ومن عصاني كانت النار له منقلبا " . قال : فأسلمنا وعقد لنا لواء . وكتب لنا كتابا نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة ، إني بعثته إلى قومه عامدا ، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله . ومن أبى فله أمان شهرين . شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري " .