responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 366


قلت : غلبه صاحبي ببسم الله الرحمن الرحيم ، فاتكأ عليه الشيخ فبعجه بسيفه فاشتق بطنه ، فاستخرج منه شيئا كهيئة القنديل الأسود ثم قال : يا عمرو هذا غشه وغله . ثم قال :
أتدري من تلك الجارية ؟ قلت : لا . قال : تلك الفارعة بنت السليل الجرهمي من خيار الجن . وهؤلاء أهلها بنو عمها يغزوني منهم كل عام رجل ينصرني الله عليه ببسم الله الرحمن الرحيم . ثم قال : قد رأيت ما كان منى إلى الحبشي . وقد غلب على الجوع فائتني بشئ آكله ، فأقحمت بفرسي البرية فما أصبت إلا بيض النعام ، فأتيته به فوجدته نائما ، وإذا تحت رأسه شئ كهيئة الخشبة ، فاستللته فإذا هو سيف عرضه شبر في سبعة أشبار ، فضربت ساقيه ضربة أبنت الساقين مع القدمين ، فاستوى على قفا ظهره وهو يقول قاتلك الله ما أغدرك يا غدار . قال عمر : ثم ماذا صنعت ؟ قلت : فلم أزل أضربه بسيفي حتى قطعته إربا إربا . قال فوجم لذلك ثم أنشأ يقول :
بالغدر نلت أخا الاسلام عن كثب * ما إن سمعت كذا في سالف العرب والعجم تأنف مما جئته كرما * تبا لما جئته في السيد الإرب إني لأعجب أنى نلت قتلته * أم كيف جازاك عند الذنب لم تنب ؟
قرم عفا عنك مرات وقد علقت * بالجسم منك يداه موضع العطب لو كنت آخذ في الاسلام ما فعلوا * في الجاهلية أهل الشرك والصلب إذا لنالتك من عدلي مشطبة [1] * تدعو لذائقها بالويل والحرب قال : ثم ما كان من حال الجارية ؟ قلت : ثم إني أتيت الجارية . فلما رأتني قالت : ما فعل الشيخ ؟ قلت : قتله الحبشي ، فقالت : كذبت بل قتلته أنت بغدرك ثم أنشأت تقول :



[1] أي مهلكة .

366

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست