نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 36
ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس ، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت . وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، فقال نفيل في ذلك : ألا حييت عنا يا ردينا * نعمناكم مع الاصباح عينا ردينة لو رأيت فلا تريه * لدى جنب المحصب ما رأينا إذا لعذرتني وحمدت أمري * ولم تأسى على ما فات بينا [1] حمدت الله إذ أبصرت طيرا * وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم يسأل عن نفيل * كأن على للحبشان دينا قال ابن إسحاق : فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة ، كلما سقطت أنملة اتبعتها منه مدة تمث [2] قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه . فيما يزعمون . قال ابن إسحاق : حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رؤي بها مرائر الشجر : الحرمل والحنظل والعشر ، ذلك العام . قال ابن إسحاق : فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم كان مما يعدد الله على قريش من نعمته عليهم وفضله ما رد عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم فقال تعالى :
[1] بينا : نصب نصب المصدر المؤكد لما قبله إذ كان في معناه ولم يكن على لفظه . [2] تمث ترشح .
36
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 36