نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 351
فقلت : يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وبالهلوك إلى النساء وشرب الخمر ، وألحت علينا السنون فأذهبن الأموال وأهزلن السراري ، وليس لي ولد ، فادع الله أن يذهب عنى ما أجد ويأتينا بالحياء ، ويهب لي ولد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن ، وبالحرام الحلال وبالإثم وبالعهر عفة ، وآته بالحياء ، وهب له ولدا " . قال فأذهب الله عنى ما أجد ، وأخصبت عمان ، وتزوجت أربع حرائر ، وحفظت شطر القرآن ، ووهب لي حيان بن مازن . وأنشأ يقول : إليك رسول الله خبت مطيتي * تجوب الفيافي من عمان إلى العرج لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفر لي ربى فأرجع بالفلج [1] إلى معشر خالفت في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي [2] وكنت امرءا بالخمر والعهر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجى فأصبحت همى في الجهاد ونيتي * فلله ما صومي ولله ما حجى قال : فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني ، وأمروا شاعرا لهم فهجاني ، فقلت إن رددت عليه فإنما أهجو نفسي . فرحلت عنهم فأتتني منهم زلفة عظيمة ، وكنت القيم بأمورهم ، فقالوا : يا ابن عم : ؟ ؟ بنا عليك أمرا وكرهنا ذلك ، فإن أبيت ذلك فارجع وقم بأمورنا ، وشأنك وما تدين به . فرجعت معهم وقلت :