responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 30


ويقال إن الفيل مع عظمة خلقه يفرق من الهر ، وقد احتال بعض أمراء الحروب في قتال الهنود بإحضار سنانير إلى حومة الوغى فنفرت الفيلة .
قال ابن إسحاق : ثم إن أبرهة بني القليس بصنعاء ، كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشئ من الأرض ، وكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب .
فذكر السهيلي أن أبرهة استذل أهل اليمن في بناء هذه الكنيسة الخسيسة ، وسخرهم فيها أنواعا من السخر ، وكان من تأخر عن العمل حتى تطلع الشمس يقطع يده لا محالة ، وجعل ينقل إليها من قصر بلقيس رخاما وأحجارا وأمتعة عظيمة ، وركب فيها صلبانا من ذهب وفضة ، وجعل فيها منابر من عاج وأبنوس ، وجعل ارتفاعها عظيما جدا واتساعها باهرا ، فلما هلك بعد ذلك أبرهة وتفرقت الحبشة كان من يتعرض لاخذ شئ من بنائها وأمتعتها أصابته الجن بسوء ، وذلك لأنها كانت مبنية على اسم صنمين ، كعيب وامرأته ، وكان طول كل منهما ستون ذراعا ، فتركها أهل اليمن على حالها .
فلم تزل كذلك إلى زمن السفاح أول خلفاء بني العباس ، فبعث إليها جماعة من أهل العزم والحزم والعلم فنقضوها حجرا حجرا ودرست آثارها إلى يومنا هذا .
قال ابن إسحاق : فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة إلى النجاشي غضب رجل من النسأة من كنانة ، الذين ينسئون شهر الحرام إلى الحل بمكة أيام الموسم ، كما قررنا ذلك عند قوله : ( إنما النسئ زيادة في الكفر ) .
قال ابن إسحاق : فخرج الكناني حتى أتى القليس فقعد فيها [1] ، أي أحدث حيث لا يراه أحد ، ثم خرج فلحق بأرضه ، فأخبر أبرهة بذلك ، فقال من صنع هذا ؟
فقيل له : صنعه رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة ، لما سمع بقولك أنك



[1] المطبوعة : فيه .

30

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست