نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 29
فلما بلغ ذلك النجاشي ملك الحبشة الذي بعثهم إلى اليمن غضب غضبا شديدا على أبرهة ، وقال : عدا على أميري فقتله بغير أمري ! ثم حلف لا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ويجز ناصيته . فحلق أبرهة رأسه ، وملا جرابا من تراب اليمن ، ثم بعث به إلى النجاشي ثم كتب إليه : أيها الملك ، إنما كان أرياط عبدك ، وأنا عبدك ، فاختلفنا في أمرك ، وكل طاعته لك ، إلا أنى كنت أقوى على أمر الحبشة وأضبط لها وأسوس منه ، وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك ، وبعثت إليه بجراب تراب من أرضى ليضعه تحت قدمه فيبر قسمه في . فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضى عنه وكتب إليه أن أثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري . فأقام أبرهة باليمن . ذكر سبب قصد أبرهة بالفيل مكة ليخرب الكعبة فأهلكه الله عاجلا غير آجل كما قال الله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيرا أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول ) . قيل : أول من ذلل الفيلة إفريدون بن أثفيان الذي قتل الضحاك . قاله الطبري . وهو أول من اتخذ للخيل السرج . وأما أول من سخر الخيل وركبها فطهمورث ، وهو الملك الثالث من ملوك الدنيا ، ويقال إن أول من ركبها إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ويحتمل أنه أول من ركبها من العرب . والله تعالى أعلم .
29
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 29