نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 298
بهم . قال : فقدم عليهم ركب من الشام فجاؤوني النصارى فأخبروني بهم . فقلت : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني . قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم ، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام ، فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ قالوا الأسقف في الكنيسة . قال فجئته فقلت له : إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك وأتعلم منك فأصلي معك . قال : ادخل . فدخلت معه ، فكان رجل سوء ، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها ، فإذا جمعوا له شيئا كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين ، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق . قال : وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع . ثم مات واجتمعت له النصارى ليدفنوه . فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء ، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا . قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال : فقلت لهم أنا أدلكم على كنزه . قالوا : فدلنا . قال : فأريتهم موضعه ، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا ، فلما رأوها قالوا : لا ندفنه أبدا . قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة . وجاءوا برجل آخر فوضعوه مكانه . قال سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلى الخمس أرى أنه أفضل منه ، وأزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا . قال : فأحببته حبا لم أحب شيئا قبله مثله . قال : فأقمت معه زمانا ، ثم حضرته الوفاة ، فقلت له : إني قد كنت معك ،
298
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 298