نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 299
وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني [1] ؟ قال : أي بنى والله ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه ، إلا رجلا بالموصل ، وهو فلان ، وهو على ما كنت عليه فالحق به . قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل . فقلت : يا فلان ، إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك ، وأخبرني أنك على أمره . فقال لي : أقم عندي . فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك ، وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ، وبم تأمرني ؟ قال : يا بنى والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه ، إلا رجلا بنصيبين ، وهو فلان ، فالحق به . فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري وما أمرني به صاحباي . فقال : أقم عندي . فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال : يا بنى والله ما أعلمه بقى أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه ، إلا رجل بعمورية من أرض الروم ، فإنه على مثل ما نحن عليه . فإن أحببت فائته ، فإنه على أمرنا . فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية ، فأخبرته خبر ، فقال : أقم عندي . فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم . قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة .