نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 297
واجتهدت في المجوسية ، حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة . قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة ، قال : فشغل في بنيان له يوما فقال لي : يا بنى إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي ، فاذهب إليها فاطلعها ، وأمرني فيها ببعض ما يريد . ثم قال لي : ولا تحتبس عنى فإنك إن احتبست عنى كنت أهم إلى من ضيعتي وشغلتني عن كل شئ من أمري . قال : فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون . وكنت لا أدرى ما أمر الناس ، لحبس أبى إياي في بيته ، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم . وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه . فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبى فلم آتها . ثم قلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام . فرجعت إلى أبى وقد بعث في طلبي وشغلته عن أمره كله . فلما جئت قال : أي بنى أين كنت ؟ ألم أكن أعهد إليك ما عهدته ؟ قال : قلت يا أبت مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم ، فأعجبني ما رأيت من دينهم ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس . قال : أي بنى ، ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه . قال : قلت : كلا والله إنه لخير من ديننا . قال : فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته . قال : وبعثت إلى النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني
297
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 297