نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 296
وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما . قال : فكنت أتلطف له لان أخالطه فأعرف حلمه وجهله ، فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه وسلم مالا في ثمرة . قال : فلما حل الاجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه - وهو في جنازة مع أصحابه - ونظرت إليه بوجه غليظ ، وقلت : يا محمد ألا تقضيني حقي ؟ فوالله ما علمتكم بنى عبد المطلب لمطل . قال : فنظر إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير . ثم قال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع ، وتفعل ما أرى ؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك . ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم . ثم قال : " أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ، اذهب به يا عمر فاقضه حقه . وزد عشرين صاعا من تمر " . فأسلم زيد بن سعية رضي الله عنه . وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفى عام تبوك رحمه الله . ثم ذكر ابن إسحاق رحمه الله : إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه ، فقال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن محمود بن لبيد ، عن عبد الله بن عباس ، قال : حدثني سلمان الفارسي - من فيه - قال : كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان ، من أهل قرية يقال لها جى ، وكان أبى دهقان قريته ، وكنت أحب خلق الله إليه ، فلم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية .
296
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 296