نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 295
قال : فنخرجها ، ثم يخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فيستسقى لنا ، فوالله ما يبرح مجلسه حتى يمر السحاب ويسقى . قد فعل ذلك غيره مرة ولا مرتين ولا ثلاثا . قال : ثم حضرته الوفاة عندنا ، فلما عرف أنه ميت قال : يا معشر يهود ، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ؟ قال : قلنا أنت أعلم . قال : فإني إنما قدمت هذه البلدة أتوكف خروج نبي قد أظل زمانه ، هذه البلدة مهاجره فكنت أرجو أن يبعث فأتبعه ، وقد أظلكم زمانه فلا تسبقن إليه يا معشر يهود ، فإنه يبعث بسفك الدماء وسبى الذراري ممن خالفه ، فلا يمنعنكم ذلك منه . فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصر بني قريظة قال هؤلاء الفتية ، وكانوا شبابا أحداثا ، : يا بني قريظة والله إنه للنبي الذي عهد إليكم فيه ابن الهيبان . قالوا : ليس به . قالوا : بلى والله ، إنه لهو بصفته . فنزلوا فأسلموا فأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهليهم . قال ابن إسحاق : فهذا ما بلغنا عن أحبار يهود . قلت : وقد قدمنا في قدوم تبع اليماني ، وهو أبو كرب أسعد ، إلى المدينة ومحاصرته إياها ، وأنه خرج إليه ذانك الحبران من اليهود فقالا له : إنه لا سبيل لك عليها ، إنها مهاجر نبي يكون في آخر الزمان . فثناه ذلك عنها . وقد روى أبو نعيم في الدلائل من طريق الوليد بن مسلم ، حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه عن جده . قال : قال عبد الله بن سلام : إن الله لما أراد هدى زيد بن سعية قال زيد : لم يبق شئ من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في
295
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 295